سورة القصص - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القصص)


        


{أفمن وعدناه وعداً حسناً} يعني: الجنَّة {فهو لاقيه} مُدركه ومُصيبه {كمَنْ متعناه متاع الحياة الدنيا ثمَّ هو يوم القيامة من المحضرين} في النَّار. نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي جهل.
{ويوم يناديهم} أَيْ: المشركين {فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون} في الدُّنيا أنَّهم شركائي.
{قال الذين حقَّ عليهم القول} وجب عليهم العذاب يعني: الشَّياطين {ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون} كعادة الشَّيطان في التَّبَرُّؤِ ممَّن يطيعه إذا أورده الهلكة.


{وقيل} للكفَّار: {ادعوا شركاءَكم} مَنْ كنتم تعبدون من دون الله {فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} لم يجيبوهم بشيءٍ ينفعهم {ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون} لما اتَّبعوهم ولما رأوا العذاب.
{ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}.
{فعميت عليهم الأنباء} عميت عليهم الحجج؛ لأنَّ الله تعالى قد أعذر إليهم في الدُّنيا، فلا تكون لهم حُجَّةٌ يومئذٍ، فسكتوا فذلك قوله: {فهم لا يتساءلون} أَيْ: لا يسأل بعضهم بعضاً عمَّا يحتجُّون به.


{وربك يخلق ما يشاء} كما يشاء {ويختار} ممَّا يشاء ما يشاء، فاختار من كلِّ ما خلق شيئاً {ما كان لهم الخيرة} ليس لهم أن يختاروا على الله تعالى، وليس لهم الاختيار، والمعنى: لا يرسل الرُّسل إليهم على اختيارهم، والباقي ظاهرٌ إلى قوله: {ونزعنا من كلِّ أمة} أَيْ: أخرجنا {شهيداً} يعني: رسولهم الذي أُرسل إليهم {فقلنا هاتوا برهانكم} أَيْ: ما اعتقدتم به أنّه برهانٌ لكم في أنَّكم كنتم على الحقِّ {فعلموا أنَّ الحق لله} أنَّ الحقَّ ما دعا إليه الله سبحانه، وأتاهم به الرَّسول صلى الله عليه وسلم {وضلَّ عنهم ماكانوا يفترون} لم ينتفعوا بما عبدوه من دون الله سبحانه.
{إنَّ قارون كان من قوم موسى} كان ابن عمِّه. {فبغى عليهم} بالكبر والتجبُّر والبذخ وكثرة المال {وآتيناه من الكنوز ما إنَّ مفاتحه} جمع المفتح، وهو ما يُفتح به {لتنوء بالعصبة} تُثقل الجماعة {أولي القوة} {إذ قال له قومه لا تفرح} بكثرة المال ولا تأشر {إنَّ الله لا يحبُّ الفرحين} الأشرين البطرين.
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} أَيْ: اطلبها بإنفاق مالك في رضا الله تعالى {ولا تنس نصيبك من الدنيا} لا تترك أن تعمل في دنياك لآخرتك {وأحسن} إلى الناس {كما أحسن الله إليك ولا تبغِ الفساد في الأرض} العمل بالمعاصي.
{قال إنما أوتيته على علمٍ عندي} على فضل علمٍ عندي، وكنت بذلك العلم مُسحقَّاً لفضل المال، وكان أقرأ بني إسرائيل للتَّوراة. قال الله تعالى: {أو لم يعلم أنَّ الله قد أهلك من قبله من القرون مَنْ هو أشدُّ منه قوة وأكثر جمعاً} للمال منه {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} لأنَّهم يدخلون النَّار بغير حسابٍ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6